Image

خبر

الشيخ محمد بن مكي العاملي (الشهيد الأول)
منذ 3 أشهر 126
الشيخ محمد بن مكي بن محمد الشامي العاملي الجزيني المعروف بالشهيد الأول من كبار فقهاء الشيعة في القرن الثامن الهجري، له مؤلفات كثيرة ومن أشهرها اللمعة الدمشقية. رحلاته ودراسته: لم يكتفِ الشهيد الأول بالعلوم التي تلقاها في مسقط رأسه (جزين) وإنما تجاوزها إلى أقطار بعيدة وقريبة في ذلك العهد. وأهم الأقطار التي شد الرحال إليها لتلقي العلم أو الإفادة: الحلة وكربلاء وبغداد ومكة المكرمة والمدينة المنورة والشام والقدس. كما لم يمنعه انتماؤه المذهبي إلى أهل البيت (عليهم السلام) من أن يتعرّف على الثقافة السُنية، فاطَّلع وناظر وحاجج في أجواءٍ علمية رحبة، ونظر في ألوان مختلفة من الفكر، وارتاد مختلف مراكز الحركة العقلية في البلاد الإسلامية، وجالس العلماء والأساتذة، فاستفاد وأفاد، ويكفي في ذلك قول أُستاذه فخر المحققين فيه:” لقد استفدتُ من تلميذي محمد بن مكي أكثر مما استفاد مني. كانت الحلة آنذاك مركزاً من مراكز الحركة العلمية في الأوساط الإسلامية الشيعية، فهاجر الشهيد الأول إليها وهو بعد لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وأجازه (فخر المحققين) نجل (العلامة الحلي) أن يروي عنه. له العديد من المؤلفات، امتازت بالتنقيح والتنظيم وأهمها: 1ـ خلاصة الاعتبار في الحجِّ والاعتمار.  2- غاية المراد في شرح نُكت الإرشاد. 3- الدروس الشرعية في فقه الإمامية.      4- ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة. 5- جوابات الفاضل المقداد.  6- شرح قصيدة الشهفيني.   7- اختصار الجعفريات. 8- مجموعة الاجازات.       9- منتخب الزيارات.       10- مسائل ابن مكّي. 11- القواعد والفوائد.        12- اللُّمعة الدمشقية.          13- المقالة التكليفية. 14- أحكام الأموات.         15- أربعون حديثًا.             16- الألفية.     17- العقيدة.                   18- النفلية.                    19- البيان.     أقوال العلماء فيه الحر العاملي في أمل الآمل: كان عالماً ماهراً، فقيهاً، محدثاً، محققاً متبحراً، جامعاً لفنون العقليات والنقليات، زاهداً، عابداً، شاعراً أديباً، منشئاً، فريددهره، عديم النظير في زمانه“. الشهيد الثاني في الروضة البهية: شيخنا وإمامنا المحقق، البدل النحرير المدقق، الجامع بين منقبة العلم والسعادة، ومرتبة العمل والشهادة، الإمام السعيد أبي عبد الله الشهيد محمد بن مكي أعلى الله درجته، كما شرف خاتمته. المحقِّق الكركي: (فقيه أهل البيت (عليهم السلام) في زمانه، ملك العلماء، علم الفقهاء، قدوة المحقِّقين والمدقِّقين، أفضل المتقدّمين والمتأخّرين).   تلامذته كان للشهيد الأول عدد كبير من التلامذة، ومنهم: الشيخ محمد، والشيخ علي، والشيخ حسن، وهم أبناءه. أم علي زوجته، وست المشايخ ابنته. الشيخ شرف الدين أبو عبد الله المقداد المعروف بالفاضل المقداد. الشيخ محمد بن تاج الدين عبد علي المشهور بابن نجدة. الشيخ حسن بن سليمان الحلي صاحب كتاب مختصر بصائر الدرجات. الشيخ زين الدين علي بن الخازن الحائري.   كتابه (اللمعة الدمشقية): وهو كتاب مختصر في الفقه يتميز بمتانة الاستدلال وتركيز الدليل وتجنب الخوض في المناقشات المطولة للآراء وجمال التعبير. وكل ذلك كان سبباً ليدخل هذا الكتاب في المنهاج الدراسي للحوزات العلمية في الفقه إلى اليوم الحاضر، وهو أول كتاب دراسي استدلالي يقرأه الطالب في الفقه. ويلاحظ في هذا الكتاب استخداماً واسعاً للقواعد الفقهية، وهذا ما لا نجد نظيراً له في الأعمال الفقهية للشيعة السابقة عليه. ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الشهيد ألّف هذا الكتاب في مدة حبسه في قلعة الشام في سبعة أيام وما كان يحضره من كتب الفقه غير كتاب المختصر النافع. فيما يرى البعض الآخر أنه قد ألّفه بطلب من «علي بن المؤيد» ملك خراسـان الشيعي، وهو المرجّح والأقرب للتصديق.   وفاته: كان استشهاده سنة 786 هجرية، اليوم التاسع من جمادي الأولى، قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم وأحرق بدمشق بفتوى القاضي برهان الدين المكي وعباد بن جماعة بعدما سجن سنة كاملة في قلعة الشام. وكان سبب حبسه وقتله وشاية من رجال (اليالوشي) الذين كتبوا محضراً يشتمل على مقالات شنيعة بحق الشهيد. فذهب إلى ربه شهيداً محتسباً.