هيأ الله للبشرية مجموعة خاصة منهم جعل وظيفتهم الهداية والاصلاح وتعليم البشرية معالم الحياة ومعاني الفكر ولكن جابه الطواغيت والجهلة التابعون مصادر الهداية هذه حتى منعوا عليهم سبل الحياة وطرق التبليغ فماكان من أولياء الله والقائمين بدينه إلا أن يقدموا كل ماغلى في سبيل أداء الوظيفة الربانية، وقد تفاضلوا في ذلك حتى جاء الحسين بن علي عليهما السلام فأنسىى بتضحياته من سبق وأغلق الباب على من لحق وفي مثل هذا اليوم الثامن من ذي الحجة الحرام سنة 60 للهجرة المباركة كانت بداية رحلة التضحية والشهادة إذ خرج السبط الشهيد من مكة المعظمة متوجهاً الى مقر شهادته في العراق بعد ان انفذ يزيد بن معاوية عمر بن سعد بن العاص في عسكر عظيم وولاه امر الموسم وأمره على الحاج كلهم. ومن اهم مهام هذا العسكر القبض على الحسين عليه السلام سراً ولو كان معلقاً باستار الكعبة على حد قوله الشريف وان لم يتمكن منه يقتله غيلة.
ثم إنه دس مع الحاج في تلك السنة ثلاثين رجلاً من شياطين بني أمية، وامرهم بقتل الحسين عليه السلام على اي حال اتفق فلما علم الامام بذلك حل من احرام الحج وجعلها عمرة مفردة كما نص على ذلك في اعلام الورى ج1 ص445، وفي اللهوف ص39، وفي الارشاد ج2 ص666.
وفي هذا اليوم ذاته كان خروج مسلم بن عقيل بالكوفة داعياً الى ابي عبد الله الحسين عليه السلام.