Image

خبر

الإمام الرضا عليه السلام وولاية العهد
منذ 3 أشهر 34
تمر علينا في مثل هذا اليوم السادس من شهر رمضان المبارك من عام (201هـ)، أهمّ المسائل التاريخيّة في حياة الإمام الرضا(عليه السلام)، وهي إعلانُ البيعة له (عليه السلام) بولاية العهد التي دعاه إليها المأمونُ العبّاسيّ مع أنّه لم يكن راغباً لها. بعد أن استقر ملك المأمون في خراسان، كان يرعبه وجود الأمام الرضا عليه السلام لما له هيبة ومحبة في قلوب المسلمين لذا أقدم على حمله إلى مرو ليتسنى له مراقبته ورصد تحركات شيعته والتضييق عليه، ومن ضمن التدابير التي افتعلها لتقييد حركة المعارضين لبني العباس وكذلك إضفاء شرعية على خلافته كما يذكر الشيخ المفيد في الارشاد حيث قال المأمون للامام أبي الحسن الرضا: إني أريد أن أخلع نفسي من الخلافة وأقلدك إياها فما رأيك في ذلك؟ فأنكر الرضا عليه السلام هذا الأمر وقال له: " أعيذك بالله من هذا الكلام، وأن يسمع به أحد " فرد عليه الرسالة: فإذ أبيت ما عرضت عليك فلا بد من ولاية العهد من بعدي، فأبى عليه الرضا إباءً شديدا.... فاستدعاه إليه وخلا به ومعه الفضل بن سهل، ليس في المجلس غيرهم وقال له: إني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين، وأفسخ ما في رقبتي وأضعه في رقبتك" فأبى الأمام ورفض رفضا قاطعا" فقال المأمون: فإني موليك العهد من بعدي، فقال له: " أعفني من ذلك " فقال له المأمون كلاما فيه كالتهدد له على الامتناع عليه، وقال له في كلامه: إن عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وشرط فيمن خالف منهم أن تضرب عنقه، ولا بد من قبولك ما أريده منك، فقبلها الإمام لمّا عَرف أنّ رفضه لها سيودي بحياته ويُعّرض العلويين وشيعته الى الخطر، ومن المعلوم أنّ الإمام (عليه السلام) هو أحرص على حياته لشيعته ومحبيه، وقد شرط على المأمون حين قال له: فإني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنني لا امر ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولّي ولا أعزل ولا أغير شيئاً مما هو قائم فأجابه المأمون إلى ذلك كله. وقد أجاب عليه السلام حين سأله ابن عرفة: يا بن رسول الله ما حَمَلك على الدخول في ولاية العهد ؟ فأجابه عليه السلام " ما حَمَل جدّي على الدخول في الشورى" )). وقال الريان بن الصلت: " دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام ، فقلت له: يا ابن رسول اللّه الناس يقولون: إنك قبلت ولاية العهد مع اظهارك الزهد في الدنيا، فقال عليه السلام : قد علم اللّه كراهتي لذلك، فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل، ويحهم أما علموا أن يوسف عليه السلام كان نبياً ورسولاً فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك على أني ما دخلت في هذا الأمر إلا دخول خارج منه فإلى اللّه المشتكى وهو المستعان".