اتفق المسلمون على أن الغنائم التي يحصلون عليها دون حرب وقتال هي خاصة للنبي (صلى الله عليه وآله) دونهم. ومن تلك الغنائم أرض فدك التي وهبها النبي (صلى الله عليه وآله) لفاطمة بأمر من الله تعالى، ويمكن الاستدلال على أنها هبة لفاطمة (عليها السلام) من مصادر الفريقين:
عن طريق أهل السنة:
- تفسير ابن كثير: عن أبي سعيد الخدري، قال: لما أنزلت: (وآت ذا القربى حقه) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة فأعطاها فدك.
عن طريق الإمامية:
- تفسير العياشي: عن أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطى فاطمة فدكاً؟ قال: كان وقفها، فأنزل الله: (وآت ذا القربى حقه) فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حقها، قلت: رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطاها؟ قال: بل الله أعطاها.
فوهبها النبي (صلى الله عليه وآله) لفاطمة وانتفعت من فيئها في حياته (صلى الله عليه وآله)، وبعد رحيله إلى الرفيق الأعلى، اختلق الأوائل حديثاً عن النبي (صلى الله عليه وآله): "نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة". فاغتصبوها من يد فاطمة وأخرجوا منها عاملها في فدك.
ثم إن السيدة فاطمة (عليها السلام) طالبت بحقها، لكنهم أبوا أن يرجعوها إليها تعنتاً وبغياً وظلماً، وردوا شهادة أمير المؤمنين والحسنان وأم أيمن.
وأصبحت فدك قضية مفصلية تدين أولئك الذين تجرؤوا على بنت نبيهم وآذوها في حياتها وبعد مماتها.